الولد نام.....نومته الابدية!!
رياض احمد...طـــائـر الغــنـاء العــراقـي الجنــوبـي العــذب
جوادالرميثي
في ثغر العراق الباسم...البصرة...ولد عبدالرضا بن مزهر بن نجم بن عبدالله السباهي(رياض احمد) عام 1951في التنومة ، وهو يحمل في داخله شخصية متمردة على نفسه،لايرد طلبا لأحد،ولايحرص على صحته، وكانت في داخله طاقة من الصعب ان يتحملها ذلك الجسد النحيل،عبد الرضا أو(رياض احمد)من الاصوات الفريدة التي تركت لها بصمة واثر واضحين على الاغنية العراقية،فهو يتمتع بخامة صوتية قل نضيرها بين الاصوات الغنائية التي عاصرته،فحنجرته لم يهذبها ملحن او موسيقي،انما هذبت نفسها بنفسها، دخل الاذاعة مطرباً ريفياً متأثراً بالمطربين محمد باقر العلام ، والملا صيهود الكرناوي، قلد في بداية مشواره كبارمطربي الريف،امثال داخل حسن وخضير حسن ناصرية وحسن داوود، لكنه بمرور الزمن بدأ يغني للمدينة بنكهة ريفية بحكم التقارب الحاصل بين المدينة والريف وتلاشي الحواجز الحسية والحضارية بينهما ، كانت البداية صعبة والمنافسة محتدة في ان يجد له موطئ قدم على عتبات الشهرة والابداع لاسيما اذا عرفنا ان في تلك الفترة كانت هناك اصوات غنائية جميلة تتصدر الساحة الغنائية امثال ياس خضر وحسين نعمة وفاضل عواد وكمال محمد وفؤاد سالم وقحطان العطار،لكن المطرب رياض احمد استطاع ان يوصل صوته الى الناس بفضل ما يتمتع به من موهبة الصوت والقدرة على التطريب وان يختط له لوناً غنائياً يتفرد به عن الاخرين ويؤثر ليس بالمستمع حسب وانما في شريحة كبيرة من المطربين الذين جاءوا من بعده وكانت له خصوصية اداء متفردة وهو يغني طور” المحمداوي “ الذي حاول الكثير من مطربي هذا الجيل تقليده والملاحظة الجديرة بالذكر ان الكثير من مطربي جيله توقفوا عن الغناء في منتصف فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي بسبب اختلاف البنية الذوقية والسمعية الا ان المطرب رياض احمد تواصل مع الغناء واستطاع ان يقدم اجمل روائعه الغنائية في تلك الفترة التي جمعت فيها المطربين الاخرين
،اتيحت له فرصة لأداء اغنية(ياطيور الطايره)،لكنه اختلف مع ملحنها،فاصبحت من نصيب المطرب سعدون جابر.تألق كثيرامع الملحن جعفر الخفاف الذي قدم له اغنية(مره ومره ومجرد كلام)،وتعامل مع الملحن ياسين الراوي وغنى له (احبك ليش ماادري)،. نبراته الصوتية تحمل بين طياتها الروحية البصراوية مهيأة بشكل رائع لطور المحمداوي الذي تشم به رائحة ميسان واهوارها الجميلة ، يجيد اطوار الابوذيه و من اغانيه: انهدم بية،ذبي العباية،الولد نام ،يا ناس دلوني،عيون غزلان ،يمة انطيني الدربيل، مجرد كلام ، ان الاون ، مره ومره و غيرهاكان لابداع الملحن علي سرحان الاثر الكبير في نفس الراحل رياض احمد،والذي قدم له الكثير من الالحان....
( قالوا في رياض احمد )
* فؤاد سالم:
رياض أحمد.. بلبل ريفي بعد حضيري أبو عزيز وعند إختباره لأول مرة من قبل لجنة في الإذاعة والتلفزيون قمت بتحفيظه أغنية “ويلي يل المحبوب” وهي من ألحان كوكب حمزة حيث نجح فيها بإمتياز، رياض كان يمتلك صوتاً قوياً وشجياً ويتميز بتفرده بأداء جميع ألوان الغناء العراقي، لكنه لم ينل ما يستحقه من إهتمام بسبب سياسات النظام السابق ولو سنحت له الفرصة في تسجيل إبداعاته الرائعة لكان من خيرة مطربي العرب، إن رحيله في وقت مبكر جعل الأغنية العراقية تخسر صوتاً مبدعاً وشجياً كان بإمكانه أن يرفد الغناء العراقي بالعديد من الروائع.
* عباس جميل:
فنان مرموق ومتميز بحنجرته أدائه الدقيق وهو مطرب صاحب خبرة أدى ألواناً عديدة من الغناء العراقي والعربي، فهو يملك من القدرة الأدائية الكثير ومما لم يقدر عليه أي فنان، هذه القدرة التي يمتلكها كانت إنموذجاً للغناء العربي، كان للراحل طابعه الريفي الصرف والمتميز فضلاً عن أنه يجيد أداء ألوان الغناء الحديث في الأغنية العراقية، وهذه الألوان تعتبر من أصعب الألوان الغنائية، يمتلك فصاحة في الكلام وضبطاً لمخارج الحروف لذلك أعتبره إنموذجاً للغناء العراقي قلّ نظيره.
* المطرب قاسم إسماعيل:
تربطني بالمطرب الراحل رياض أحمد علاقة وثيقة جداً، كان رياض يتميز بالطيبة العالية والكرم والبساطة ومساعدة المحتاجين، أما صوته فكان من أجمل الأصوات الشجية في تأريخ الأغنية العراقية، فضلاً عن ذلك فإن في صوته قوة غير طبيعية وقد وفق في المزاوجة بين إبن الريف وإبن المدينة في آن واحد. وبرحيله المبكر تكون الأغنية العراقية قد خسرت واحداً من أبرز نجومها، وأنا حقيقة لم أصدق أن رياض أحمد رحل بهذه السرعة، لكن يبدو أن المشاكل التي واجهته هي التي أسهمت برحيله من دون وداع في وقت كانت الأغنية العراقية وجمهورها بأمس الحاجة إلى مطرب أصيل مثل رياض أحمد بعد أن فتح الباب على مصراعيه أمام كل من يمتلك الأموال ليصبح مطرباً، الأمر الذي شوه صورة الأغنية العراقية.
* الملحن محسن فرحان:
الحزن الشفيف في صوته يحمل نبرة مضيئة وليست معتمة.
* الفنان ياس خضر:
من دون مبالغة هو أفضل مطرب جاء بعد الرعيل الأول، فهو مطرب مختلف في الأداء عن بقية المطربين بما يمتلك من مواصفات فنية، فضلاً عن صوته الجميل ولرياض لون خاص وهو يجيد الطور المحمداوي بشكل لا ينافسه فيه أحد، ويجيد غناء اللون الريفي بصورة خاصة، رياض إنسان مخلص وفي يحترم الذين سبقوه.
* الكاتبة ناصرة السعدون:
فقدنا صوت الشجن رياض أحمد وأتساءل هل يملك أحد تلفزيونات العراق حواراً معه؟ فيلماً عن حياته؟ شيئاً مرئياً نرثي به فناناً غنى للعراق ألم نكتف بعد من عرض الحوارات مع الفنانين العرب من كل الدرجات والمستويات لأن من السهل إلتقاط الأعمال الجاهزة وبثها.. رحم الله رياض أحمد وكل المبدعين العراقيين.
ونام الولد ....نام رياض ..نومته الابدية في 7/3/1997..وغاب صوته الشجي، وترك عشاق فنه يتلذذون بالذكريات ....لقد رحل طائر الجنوب العذب..
رياض احمد...طـــائـر الغــنـاء العــراقـي الجنــوبـي العــذب
جوادالرميثي
في ثغر العراق الباسم...البصرة...ولد عبدالرضا بن مزهر بن نجم بن عبدالله السباهي(رياض احمد) عام 1951في التنومة ، وهو يحمل في داخله شخصية متمردة على نفسه،لايرد طلبا لأحد،ولايحرص على صحته، وكانت في داخله طاقة من الصعب ان يتحملها ذلك الجسد النحيل،عبد الرضا أو(رياض احمد)من الاصوات الفريدة التي تركت لها بصمة واثر واضحين على الاغنية العراقية،فهو يتمتع بخامة صوتية قل نضيرها بين الاصوات الغنائية التي عاصرته،فحنجرته لم يهذبها ملحن او موسيقي،انما هذبت نفسها بنفسها، دخل الاذاعة مطرباً ريفياً متأثراً بالمطربين محمد باقر العلام ، والملا صيهود الكرناوي، قلد في بداية مشواره كبارمطربي الريف،امثال داخل حسن وخضير حسن ناصرية وحسن داوود، لكنه بمرور الزمن بدأ يغني للمدينة بنكهة ريفية بحكم التقارب الحاصل بين المدينة والريف وتلاشي الحواجز الحسية والحضارية بينهما ، كانت البداية صعبة والمنافسة محتدة في ان يجد له موطئ قدم على عتبات الشهرة والابداع لاسيما اذا عرفنا ان في تلك الفترة كانت هناك اصوات غنائية جميلة تتصدر الساحة الغنائية امثال ياس خضر وحسين نعمة وفاضل عواد وكمال محمد وفؤاد سالم وقحطان العطار،لكن المطرب رياض احمد استطاع ان يوصل صوته الى الناس بفضل ما يتمتع به من موهبة الصوت والقدرة على التطريب وان يختط له لوناً غنائياً يتفرد به عن الاخرين ويؤثر ليس بالمستمع حسب وانما في شريحة كبيرة من المطربين الذين جاءوا من بعده وكانت له خصوصية اداء متفردة وهو يغني طور” المحمداوي “ الذي حاول الكثير من مطربي هذا الجيل تقليده والملاحظة الجديرة بالذكر ان الكثير من مطربي جيله توقفوا عن الغناء في منتصف فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي بسبب اختلاف البنية الذوقية والسمعية الا ان المطرب رياض احمد تواصل مع الغناء واستطاع ان يقدم اجمل روائعه الغنائية في تلك الفترة التي جمعت فيها المطربين الاخرين
،اتيحت له فرصة لأداء اغنية(ياطيور الطايره)،لكنه اختلف مع ملحنها،فاصبحت من نصيب المطرب سعدون جابر.تألق كثيرامع الملحن جعفر الخفاف الذي قدم له اغنية(مره ومره ومجرد كلام)،وتعامل مع الملحن ياسين الراوي وغنى له (احبك ليش ماادري)،. نبراته الصوتية تحمل بين طياتها الروحية البصراوية مهيأة بشكل رائع لطور المحمداوي الذي تشم به رائحة ميسان واهوارها الجميلة ، يجيد اطوار الابوذيه و من اغانيه: انهدم بية،ذبي العباية،الولد نام ،يا ناس دلوني،عيون غزلان ،يمة انطيني الدربيل، مجرد كلام ، ان الاون ، مره ومره و غيرهاكان لابداع الملحن علي سرحان الاثر الكبير في نفس الراحل رياض احمد،والذي قدم له الكثير من الالحان....
( قالوا في رياض احمد )
* فؤاد سالم:
رياض أحمد.. بلبل ريفي بعد حضيري أبو عزيز وعند إختباره لأول مرة من قبل لجنة في الإذاعة والتلفزيون قمت بتحفيظه أغنية “ويلي يل المحبوب” وهي من ألحان كوكب حمزة حيث نجح فيها بإمتياز، رياض كان يمتلك صوتاً قوياً وشجياً ويتميز بتفرده بأداء جميع ألوان الغناء العراقي، لكنه لم ينل ما يستحقه من إهتمام بسبب سياسات النظام السابق ولو سنحت له الفرصة في تسجيل إبداعاته الرائعة لكان من خيرة مطربي العرب، إن رحيله في وقت مبكر جعل الأغنية العراقية تخسر صوتاً مبدعاً وشجياً كان بإمكانه أن يرفد الغناء العراقي بالعديد من الروائع.
* عباس جميل:
فنان مرموق ومتميز بحنجرته أدائه الدقيق وهو مطرب صاحب خبرة أدى ألواناً عديدة من الغناء العراقي والعربي، فهو يملك من القدرة الأدائية الكثير ومما لم يقدر عليه أي فنان، هذه القدرة التي يمتلكها كانت إنموذجاً للغناء العربي، كان للراحل طابعه الريفي الصرف والمتميز فضلاً عن أنه يجيد أداء ألوان الغناء الحديث في الأغنية العراقية، وهذه الألوان تعتبر من أصعب الألوان الغنائية، يمتلك فصاحة في الكلام وضبطاً لمخارج الحروف لذلك أعتبره إنموذجاً للغناء العراقي قلّ نظيره.
* المطرب قاسم إسماعيل:
تربطني بالمطرب الراحل رياض أحمد علاقة وثيقة جداً، كان رياض يتميز بالطيبة العالية والكرم والبساطة ومساعدة المحتاجين، أما صوته فكان من أجمل الأصوات الشجية في تأريخ الأغنية العراقية، فضلاً عن ذلك فإن في صوته قوة غير طبيعية وقد وفق في المزاوجة بين إبن الريف وإبن المدينة في آن واحد. وبرحيله المبكر تكون الأغنية العراقية قد خسرت واحداً من أبرز نجومها، وأنا حقيقة لم أصدق أن رياض أحمد رحل بهذه السرعة، لكن يبدو أن المشاكل التي واجهته هي التي أسهمت برحيله من دون وداع في وقت كانت الأغنية العراقية وجمهورها بأمس الحاجة إلى مطرب أصيل مثل رياض أحمد بعد أن فتح الباب على مصراعيه أمام كل من يمتلك الأموال ليصبح مطرباً، الأمر الذي شوه صورة الأغنية العراقية.
* الملحن محسن فرحان:
الحزن الشفيف في صوته يحمل نبرة مضيئة وليست معتمة.
* الفنان ياس خضر:
من دون مبالغة هو أفضل مطرب جاء بعد الرعيل الأول، فهو مطرب مختلف في الأداء عن بقية المطربين بما يمتلك من مواصفات فنية، فضلاً عن صوته الجميل ولرياض لون خاص وهو يجيد الطور المحمداوي بشكل لا ينافسه فيه أحد، ويجيد غناء اللون الريفي بصورة خاصة، رياض إنسان مخلص وفي يحترم الذين سبقوه.
* الكاتبة ناصرة السعدون:
فقدنا صوت الشجن رياض أحمد وأتساءل هل يملك أحد تلفزيونات العراق حواراً معه؟ فيلماً عن حياته؟ شيئاً مرئياً نرثي به فناناً غنى للعراق ألم نكتف بعد من عرض الحوارات مع الفنانين العرب من كل الدرجات والمستويات لأن من السهل إلتقاط الأعمال الجاهزة وبثها.. رحم الله رياض أحمد وكل المبدعين العراقيين.
ونام الولد ....نام رياض ..نومته الابدية في 7/3/1997..وغاب صوته الشجي، وترك عشاق فنه يتلذذون بالذكريات ....لقد رحل طائر الجنوب العذب..